جديد x جديد
شركات السيارات اليابانية تزيد رهانها على الأسواق الخارجية
مع تشبع السوق المحلي بمنتجاتها
عشرات السيارات المصنعة من قبل شركة «هوندا» اليابانية بعد إنزالها من باخرة في ميناء لوس أنجليس الأميركي («الشرق الأوسط»)
طوكيو ـ د.ب.أ: بعد سنوات طويلة من الازدهار المحلي يبدو أن سوق السيارات في اليابان دخلت مرحلة التشبع وهو ما دفع شركات السيارات اليابانية الكبرى إلى زيادة الاهتمام بالأسواق الخارجية حتى تحافظ على مكانتها كشركات كبرى على مستوى العالم.
وترى هذه الشركات أن النمو المطرد والقوي لمبيعاتها خارج اليابان يمكن أن يعوض التراجع الملموس في مبيعاتها المحلية.
وفي المقدمة تأتي شركة تويوتا موتور كورب اليابانية التي ينتظر أن تتصدر قائمة شركات صناعة السيارات في العالم من حيث الإنتاج والمبيعات خلال العام الحالي. فالشركة تبدي اهتماما واضحا بالأسواق الخارجية من أجل تحقيق هدفها الذي اقتربت منه وهو إزاحة شركة جنرال موتورز الأميركية عن صدارة صناعة السيارات العالمية بنهاية العام الحالي.
وقد استفادت الشركات اليابانية من تكنولوجيا السيارات الهجين التي تعمل بالوقود والكهرباء في ظل تزايد الاهتمام العالمي وبخاصة في الدول المتقدمة بقضية تلوث الهواء وضرورة المشاركة في مواجهة خطر التلوث من خلال اختيار منتجات أقل تلويثا للبيئة مثل السيارات الهجين اليابانية.
وترى الشركات اليابانية أن تكنولوجيا السيارات الهجينة أفضل من تكنولوجيا محركات الديزل (السولار) التي طورتها منافستها الألمانية كتكنولوجيا صديقة للبيئة.
في الوقت نفسه فإن الشركات اليابانية اتجهت إلى الاستثمار في أبحاث تطوير تكنولوجيا الديزل الصديقة للبيئة من أجل تعزيز مكانتها في السوق الأوروبية التي لم ترحب كثيرا بالسيارات الهجينة كما هو الحال في الولايات المتحدة واليابان.
وأصبحت الشركات اليابانية أمام حقيقة تقول إن السوق المحلية للسيارات لم تعد تنطوي على أي قدرات للنمو في المستقبل. فعلى الرغم من نمو مبيعات السيارات الصالون في السوق اليابانية خلال آب (أغسطس) الماضي لأول مرة منذ عامين وبنسبة 0.8 في المائة فإن مبيعات السيارات في السوق اليابانية بشكل عام انخفضت مرة أخرى الشهر الماضي.
يقول تاكاهيدا كيوشي، رئيس إدارة الأبحاث الاقتصادية في معهد نومورا للأبحاث باليابان، إن اليابانيين لم يعودوا مستعدين لإنفاق أموالهم من أجل شراء سيارات جديدة كل عدة سنوات.
ورغم محاولات تويوتا دخول سوق السيارات الفارهة من خلال سيارات لكزس التي تنتجها فإنها ما زالت عاجزة عن منافسة الشركات الكبرى في هذا المجال مثل بي إم دبليو ومرسيدس بنز الألمانيتين.
في الوقت نفسه فإن الشركة اليابانية تسعى إلى الوصول بمبيعاتها إلى 10.4 مليون سيارة سنويا بحلول 2009 لتصبح أكبر منتج للسيارات في العالم، وتؤكد انها تخلت عن الفكرة التقليدية لصناعة السيارات اليابانية بالتركيز على السوقين الأميركية واليابانية والتوسع في أسواق جديدة مثل الصين والهند.
وقال كاتسواكي واتانابي، الرئيس التنفيذي لشركة تويوتا، إن البحث عن أسواق جديدة غير اليابان والولايات المتحدة وأوروبا أمر حيوي من أجل النمو في المستقبل.
ورغم أن تويوتا وهوندا نجحتا في التوسع عالميا من دون الحاجة إلى الدخول في صفقات استحواذ ولا تحالفات دولية فإن الخبراء يؤكدون أن الشركتين ستجدان صعوبة في مواصلة السير في هذا الاتجاه، خاصة مع تزايد تكاليف الأبحاث والتطوير واشتداد المنافسة العالمية، ولذلك بدأت الشركات اليابانية الدخول في صفقات تحالف مع شركات أخرى. فقد اشترت تويوتا 5.9 في المائة من أسهم شركة السيارات المدمجة إيسوزو في نوفمبر (تشرين لثاني) الماضي. وتمتلك إيسوزو خبرة كبيرة في صناعة محركات الديزل، وهو ما يمثل قيمة مضافة بالنسبة لشركة تويوتا في هذا المجال. والحقيقة أن الطريق لن يكون ممهدا أمام الشركات اليابانية من أجل التوسع في الأسواق الخارجية في ظل المنافسة التقليدية من جانب الشركات الأميركية الأوروبية والكورية الجنوبية من ناحية، وظهور منافسين جدد في الصين من ناحية أخرى، حيث تنطلق شركات السيارات الصينية بقوة حاليا حتى باتت تمثل بالفعل خطرا للشركات العملاقة في هذا المجال.