تكنولوجيا السيارات
التكنولوجيا العسكرية في سيارة المستقبل
الكومبيوتر يتولى القيادة و20 لتراً تكفي لألف كيلومتر!
الحديث عن سيارات المستقبل وما تحمله من تقنية حديثة لا ينقطع، فكل شركة تطرح تصورات مختلفة عن التكنولوجيا التي سوف تتضمنها هذه النوعية من السيارات، فمثلا سيعمل الرادار على تحديد مكان وجود صاحبها والتجاوب مع تغير مكانه، فإذا كان يمشي مبتعدا عن السيارة ستقفل الأبواب أما إذا كان يمشي في اتجاهها فسيفتح الباب بمجرد اقترابه. ولتشغيل المحرك ثمة طرق مختلفة، فسيارة اودي A8 مثلا مجهزة بنظام التعرف على السائق بواسطة بصمته، وبمجرد أن تتأكد من هويته يقوم نظام التحكم بفتح الشاشة وتوفير معلومات شخصية مثل دفتر أرقام الهاتف وخريطة طريق المنزل،كذلك يتم تعديل المرايا الخلفية والمقعد والراديو وفق رغبة السائق تلقائيا.
معلومات متواصلة
المعلومات التي سيحصل عليها السائق كثيفة إلى درجة هائلة وربما فوق اللزوم، اذ سيتمكن من استقبال البث التلفزيوني والإنترنت والراديو، وسيرى على لوحة القيادة المعلومات التقليدية مثل السرعة وحاجة المحرك من زيت ووقود وحرارةواتجاه وخريطة وحرارة المكيف.
لذلك فثمة مشروع لدى سيمنز يرمي إلى وضع قليل من المعلومات المهمة أثناءالقيادة على اسفل الزجاج الأمامي بحيث لا يضطر السائق لتحويل نظره عن الطريق، وستظهر هذه المعلومات كشاشة صغيرة شفافة تتضمن السرعة والاتجاه الذي يجب أن يسلكه السائق إذا كان يعتمد على خريطة كومبيوتر السيارة. وتتضمن BMW 7 هذه الخدمة ويمكن للسائق أن يحدد ما يظهر في هذه الشاشة وما لا يظهر، فربما يريد أن يرى نسبة الوقود وحرارة المحرك والسرعة، أوان يرى السرعة والاتجاه المرتبط بالخريطة، وفي حين كانت هذه المعلومات تظهر مع سيارة BMW 7 باللون الأسود فقط، يتوقع ان يتطور البرنامج لتظهر بالألوان، لكن ليس قبل 2010.
وفي مجال حركة السيارة فان نظاما متكاملا يعمل اعتمادا على كومبيوتر وبرامج متخصصة، يساعد السائق في تحديد كل ما يتحرك حوله، ففي أثناء القيادة تعمل أجهزة الرصد «والاستشعار» SENSORS على تحديد أي جسم يقترب من السيارة اكثرمن اللزوم، ولنفترض أن سائقا حاول إرجاع السيارة إلى الخلف، ستعمل هذه الأجهزةعلى إعلامه لحظة بلحظة عن مدى اقترابه عن السيارات الأخرى والجدران والأرصفة وغيرها، وإذا اقترب السائق بسيارته من حائط ستصدر السيارة صوتا منبها تعلمه فيه أنه اصبح على مسافة معينة من الجسم الخارجي.
وعندما يكون السائق على الطريق ستعمل هذه الأجهزة أيضا على تحذيره عندما يقترب من السيارات الأخرى، وفي برامج كومبيوتر جديدة للسيارات هناك خدمة مميزة تعتمد على رادار بعيد المدى يجري مسحا مستمرا للطريق في دائرة ذات قطر محدد، وعندما يجد الرادار السيارات البعيدة يزود السائق بهذه المعلومات على الشاشة، فيوضح له مكانه على الطريق ومكان السيارات الموجودة أمامه، وهذه الخدمة مأخوذة من سلاح الجو وبرامجه المعلوماتية العسكرية، فالطائرات الحربية تعتمد في تفوقها الجوي على قدرة رادارها على كشف الطائرات المضادة، وتحديد مواقعها، وهذا ما يسمى في عمل الخرائط العسكري «إحداثيات»، ويعرفه الطلاب في الاختصاصات العلمية بمصطلحات مثل X,Y,Z أي نقطة في خريطة تتضمن الطول والعرض والارتفاع.
المستقبل البعيد
إذا كانت كل الخدمات التكنولوجية التي وصلت إلى أن صناعة السيارات تأتي من العلوم العسكرية والتطبيقات الحربية، فماذا نستطيع أن نتوقع حول تطور تكنولوجيا السيارات؟
عمليا وصلت تكنولوجيا سلاح الجو والبر والبحر إلى صناعة السيارات والقطاع التجاري عموما بعد اكثر من 20 عاما على بدء استخدامها لدى الجيوش، ونعرف مثلا أن شبكة ARPA المعلوماتية أتت من الجيش الأمريكي بعد نحو20 عاما من بدء استخدامها عسكريا لكي تخدم عموم الناس، لذا إذا نظرنا اليوم الى التكنولوجيا الموضوعة قيد العمل في الجيش الأمريكي والبريطاني والروسي وغيره نرى الآتي:
1 توافر أنظمة الطيار أوالقائد الآلي.Auto Pilot
2 إمكان تسيير الدبابات والسفن والطائرات اعتمادا على أنظمة المعلوماتية الجغرافية GIS.
3 وجود تكنولوجيا توجيه الصواريخ
بعيدة المدى ببرامج معلوماتية تعتمد على الأقمار المدارية ومحطات الاتصالات الأرضية والرادارات العسكرية.
4 توافر أنظمة التوجيه «الذكية» التي تساعد قائد الطائرة في اتخاذ القرارات بدقة وسرعة وفاعلية.
5 توافر أنواع حديثة من الزجاج يتم استخدامها في قمرة قيادة الطائرة الحربية، وهي غير قابلة للكسر. 6 بدأت الوكالة الأمريكية للطيران والفضاء (ناسا) منذ سنوات بمشروع يرمي إلى توفير نظام قيادة الطائرات بواسطة أسلاك تربط إلى رأس الربان.
7 تتوافر أنواع جديدة من إطارات المطاط للطائرات والآليات العسكرية غيرالقابلة للتلف، وبعضها موصول إلى أجهزة تعيد تزويد الإطار بمادة لاصقة وهواء مضغوط إذا انثقب.
8 حدث تطور هائل في أنظمة إدارة الطاقة في الآليات العسكرية، حيث تعتمدالمحركات على أنظمة كومبيوتر لترشيد استهلاك الوقود.
9 اكتشفت المختبرات العسكرية طرقا ووسائل جديدة لإطالة عمر الزيت في المحركات، وبات بعضها يستخدم الزيت لمسافات عمل تصل إلى مائة ألف كيلومتر! ويقال إنها تعتمد في هذا النجاح على نقطتين، الأولى تتعلق بالمختبر والعناصر الكيميائية المكونة لهذا الزيت، والثانية هي استخدام فلتر رقمي Digital Filter ينظف الزيت من الأوساخ والرواسب التي تعلق به في شكل ممتاز.
وهكذا إذا انتقلت التكنولوجيا العسكرية التي تحدثنا عنها إلى السيارات قد يحصل بعد عشرين سنة الآتي:
قد تصل السيارات إلى وضع أشبه بالأحلام فمن الممكن ان يقود الكومبيوتر سيارتنا ويوجهها Auto Pilot دون تدخل من السائق اعتمادا على القمر المداري ومحطات الاتصالات وأنظمة التوجيه الذكية، وقد تصبح السيارات مزودة بزجاج لا ينكسر حتى لو تعرض للاصطدام، أما أنظمة السيارات فترتبط بالسائق ربما بواسطة خوذة مثل التي يضعها قائد الطائرات العسكرية.
وقد تعتمد الإطارات على مواد تجعلها غير قابلة للتلف نهائيا، وربما أيضا تكفي صفيحة واحدة من البنزين (20 لترا) لنحو الف كيلومتر، وكذلك سنغير زيت المحرك ربما مرة كل عشرة سنين.