السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
تكنولوجيا السيارات
طوكيو
يعكف يابانيون على تصميم مقعد سيارة من شأنه اكتشاف الوقت الذي يداهم فيه النعاس سائق السيارة فيوشك على ان يسقط على عجلة القيادة ويغط في نوم عميق، ويقول اعضاء الفريق العلمي الياباني انهم تمكنوا من تحديد جملة من الإشارات التي يصدرها جسم الإنسان للدلالة على ان عشر دقائق فقط هي التي تفصله عن النوم. أما الخطوة التالية التي يزمعون اتخاذها، فهي تتمثل في تحديد نمط الإشارة التي ينبغي ان يصدرها جهاز الحاسب الآلي الموجود داخل مقعد السيارة لأجل تنبيه السائق بحيث يظل يقظاً متحفزاً. وتشير التقديرات الى ان نحو 300شخص يموتون سنوياً في المملكة المتحدة بسبب نوم السائق أثناء السير على الطريق؛ وان نحو 20% من حوادث التصادم والارتطام على طرق الشاحنات والسيارات سببها نوم السائق فوق عجلة القيادة. ينطوي المقعد الجديد على وحدات استشعار بمقدورها قراءة نبضات القلب وتسجيلها حتى ولو كان السائق يرتدي ملابس من الصوف الثقيل ومن ثم تحليل قطرات العرق التي ترشح عن جسم الإنسان. ويرى الفريق انه يستطيع من خلال الجمع بين مجموعتي البيانات ان يحدد متى يكون السائق قد اوشك على النوم وان عشر دقائق فقط هي التي تفصله عن ذلك. وثمة مؤشر رئيسي في هذا الصدد يتمثل في تغير طفيف يطرأ على حجيرات القلب؛ وهو تغير لا يرتبط ببطء نبضات القلب، ومع ذلك يمكن التقاطه من قبل وحدات الاستشعار. وفي هذا السياق، تحدث البروفسور شيغهيكو كانكو استاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة طوكيو، وعضو الفريق العامل في المشروع، فقال: "إن هذه مسألة خطيرة جداً في اليابان، وبصفة خاصة لسائقي الشاحنات والحافلات الذين غالباً ما يسافرون ليلاً ويحاولون العمل بعد ساعات الدوام العادية". بيد ان الباحثين في المملكة المتحدة ظلوا ينظرون الى هذه التقنية اليابانية بعين الريبة والشك. فقد تحدث البروفسور جيم هورن الأستاذ بجامعة لفبورغ، والتي تعد المركز الرئيسي في المملكة المتحدة لدراسات نعاس السائقين ونومهم على عجلة القيادة، حيث قال: "إنني لست مقتنعاً البتة بما توصل إليه اليابانيون؛ كما ان الابحاث التي اجريناها لا تدل على ان ضربات القلب تمثل مؤشراً لأن الشخص على وشك ان يستسلم للنوم. وأغلب الظن ان ما يحدث حقيقة في هذا الخصوص هو سلوك السائق يطرأ عليه تغيير يمكن اكتشافه وإخضاعه للدراسة والتحليل".